منتديات الاحباب
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. Bsmnb5d
اهلا بك يا زائرنا الكريم اذا كانت هذه هي الزيارة الاولي فتشرف بالتسجيل في المنتدي وان كنت عضو فتشرف بالدخول
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. 93522933
منتديات الاحباب
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. Bsmnb5d
اهلا بك يا زائرنا الكريم اذا كانت هذه هي الزيارة الاولي فتشرف بالتسجيل في المنتدي وان كنت عضو فتشرف بالدخول
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. 93522933
منتديات الاحباب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الاحباب

منتدي لكل احباب الله والرسول صلي الله عليه وسلم
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

 تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
rachid
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 266
نقاط : 50561
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
العمر : 36

تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. Empty
مُساهمةموضوع: تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان..   تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 4:07 pm

إن الله يامر بالعدل و الاحسان

الشيخ: أبو بكر الجزائري.


هذه الآية هي الموفيةتسعين آية من سورة النحل والتي هي السورة السادسة عشرة في ترتيب المصحفالكريم. وهي مكية من العتاق الأول، وهذه الآية منها هي أجمع آية في كتابالله لبيان الخير والشر.


شرح ألفاظ الآية:

إن: حرف توكيد يدخـل على الجملة الاسمية فيؤكد صحة خبرها ويثبته.

الله: هو اسم الجـلالةوهو علم على ذات الرب تبارك وتعالى؛ ولذا هو يوصف فيقال: الله العزيزالجبار، ولا يوصف به فلا يقال السميع الله. أو الرحيم الله.

ومن أحكام هذا الاسم الكريم اللفظية أنه ينطق به مفخم اللام، إلا في حال جر المضاف إليه نحو بسم الله فإنه يرقّق.

ومن أحكامه الشرعية: أنهيتبرك به فيقال بسم الله عند الشروع في الأعمال الصالحـة. ويتوسل بهفيقال: اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت. وإذا دعيتبه أجبت، ويحرم ذكره أو حمله في مواضع القذر والنجاسات كالكنف والمراحيض.

الباء: هنا للتعدية، إذأن فعل (أَمَرَ) يتعدى إلى المفعول الثاني بواسطة الباء فيقال: أمر الإمامالمسلمين بالجهاد، فالجهاد مجرور بالباء ظاهرا، وفي الباطن هو منصوب لأنهمفعول ثانٍ لأَمَرَ.

العدل: لفظ واسع الإطلاق؛إذ يفسر بمعان كثيرة، هي دائرة على التوسط بين شيئين بحيث لا يميل إلىأحدهما إفراطا في جانب أو تفريطا في آخر. وهو في كل مقام بحسبه، ففي مقامالعقيدة: العدل وسط بين الشرك والإلحاد، وفي مقام الحكم: وسط بين المحاباةوالإجحاف، وفي مقام الإنفاق: العدل وسط بين التقتير والإسراف.

ولذا عرفه بعضهم فقال العدل : التوسط في الأمور وهو رأس الفضائل كلها.

و: الواو حرف عطف لا يقتضي ترتيبا ولا تعقيبا فهو لمجرد عطف شيء على آخر، فعطف به هنا الإحسان على العدل.

الإحسان: مصدر أحسن يحسنإحسانا؛ العمل أتقنه وجوَّده؛ ويطلق على معان منها؛ الفضل، والإخلاص،والزيادة في الخير. فيقال أحسن فلان في عمله أو قوله إذا أتقنه وأبعده عنالنقص والفساد، كما يقال أحسن فلان إلى فلان أو به، إذا عامله بالحُسن ضدالقبح والإساءة.

ومن أحكامه: أنه واجب فيالعبادات، إذ هو إتقانها وتخليصها من شوائب الشرك لله تعالى كما هو واجببالوالدين وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والجار مطلقا.

إيتاء: الإيتاء مصدر آتىيؤتي فلانا إذا أعطاه إياه فهو بمعنى أعطى سواء بسواء غير أنه لم يستعملغالبا في أداء الحقوق إلا بلفظ "أتى" ولعله إشارة إلى أن المرء إذا أرادأن يعطي حقا لصاحبه عليه أن يأتي هو بنفسه ويعطيه ذلك الحق، لما في ذلك منمزيد الاحترام والاعتراف، ويكون هذا كالإشارة في قوله تعالى:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} فإن الباء هنا بدل عن إلى؛ إذ يقال أحسنإلى فلان، وأما بفلان فإنه إشارة إلى إلصاق الإحسان به إذ في الإمكان أنيرسل الولد طعامه أو شرابه إلى والده مع خادم مثلا، ولكن الأولى به أنيأتي هو به ليضعه في يد والده أو حتى في فمه؛ إذ هذا أبلغ في البر وأكملفي الإحسان.

ذي: إسم بمعنى صاحب وتعرببالحروف فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء كما هي هنا وإذا ثنيتقيل فيها: ذوا رفعا، وذوَيْ نصبا وجرا، وإذا جمعت قيل فيها: ذوو رفعا وذويبكسر الواو نصبا وجرا. وهي دائما بمعنى صاحب، وصاحبَيْ وأصحاب.

القربى: في الأصل هومصدر، وهي بمعنى القرابة، والقرابة هي الدنو في النسب، والقرب في الرحمفذي القربى هو صاحب القرابة التي هي دنو في النسب وقرب في الرحم.

و: تقدم الكلام عليها.

ينهى: فعل مضارع ماضيه:نهى عن الشيء إذا منع فاعله من فعله، وجيء به هنا مضارعا كما في قوله: إنالله يأمر، من أجل إفادة الحدوث والتجدد، إذ أمر الله بالعدل والإحسانوإيتاء ذي القربى حقه كنهيه عن الفحشاء والمنكر والبغي، أمر يتجدد في كلآن ويحدث عند كل تقصير في ترك المأمور به، أو فعل المنهي عنه.

عن: حرف جر ولها معانعدة؛ وهي هنا للمجاورة والتعدية؛ إذ إن فعل (نهى) يتعدى إلى مفعولين الأولبنفسه والثاني بواسطة حرف الجر "عن" يقال : نهى الله العباد عن الظلم،فالعباد المفعول الأول والثاني الظلم غير أن الظلم وإن كان مفعولا فيالباطن فهو مجرور بحرف الجر في الظاهر.

الفحشاء: الإسم من الفحش،ويطلق لفظ الفحشاء على كل خصلة قبيحة شديدة القبح حتى أطلق في لسان العربعلى منع الغنيّ وهو الشح والبخل، وسؤاله وهو الامتهان والطمع، فالغني إذاسئل مالا فمنعه بخلا به قد ارتكب فاحشة شديدة وهي البخل قال الله تعالى :{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} وهوالبخل. كما أن الغني إذا سأل غيره مالا كان قد ارتكب فاحشة بسؤاله وهوغني؛ لأن الناس يستعظمون سؤاله ويعجبون منه فكان سؤال الغني الفحشاء، يبدأن الفحشاء إذا أطلقت في القرآن تتناول أولا فاحشة الزنى واللواط ثم تعمكل خصلة قبيحة شديدة القبح.

و: تقدم شرح هذا الحرف.

المنكر: اسم مفعول منأنكر الشيء ينكره إذا لم يعرفه أو لم يعترف به جائزا أو صالحا نافعامفيدا، وهو هنا : كل ما أنكره الشرع لفساده وضرره من كل المعتقداتوالأقوال والأفعال.

و: تقدم شرحها.

البغي: ظلم الناس والاستطالة والتكبر عليهم، وكل مخالفة للحق فهي ظلم، والنهي واجب عنها.

يعظكم: يأمركم وينهاكم ناصحا لكم، إذ الوعظ هو النصح والتذكير بما يحمل على التوبة، بفعل الواجب والمندوب، وترك المحرم والمكروه.

لعلكم: لعل حرف مشبهبالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر، ولها معان منها الترجي كما هي هنا له، وقدتكون للتعليل وهي صالحة هنا له أيضا، والضمير في لعلكم للمخاطبين وهمالمؤمنون الذين أمرهم الله ونهاهم إعدادا لهم للكمال والسعادة في الدنياوالأخرى.

تذكرون: فعل مضارع مسندإلى واو الجماعة، ويقرأ بتشديد الذال وتخفيفها وهما قراءتان سبعيتان،فالتخفيف على إسقاط إحدى التاءين، إذ الأصل تتذكرون، والتشديد على إسكانالتاء الثانية وإدغامها في الذال وهذا الحذف والإدغام إنما هو لأجلالتخفيف لا غير.

ومعنى تذكرون: تتعظونيقال ذكره إذا وعظه ، والأصل تذكيره بما فرط فيه من الواجبات، وبما ارتكبهمن المنهيات، مبيّنا له عواقب ذلك، حتى يذكر فإذا ذكر عزم على التوبة، وهومعنى اتعظ، يقال وعظه فاتعظ، أي أثر فيه تذكيره حتى عزم على التوبة وتاب.


معنى الآية الكريمة

يخبر الله تعالى أنه يأمرعباده في كتابه العزيز بفعل ثلاثة أمور، وترك ثلاثة أخرى؛ إذ كمالهموسعادتهم متوقفان على ذلك، فالأمور التي أمر بفعلها هي العدل، والإحسان،وإيتاء ذي القربى، والتي نهى عن فعلها هي الفحشاء، والمنكر، والبغي.

ولما كان الامتثال يتوقف على معرفة المأمور به، والمنهي عنه، وجب على المؤمنين معرفة ذلك، وهذا بيانه:

أما العدل فهو أن يعبدالله وحده، ولا يشرك بعبادته أحدا، إذ عبادته تعالى وحده حق له على عبادهوجب عليهم بخلقه إياهم، ورزقهم، وتربيتهم، وحفظهم، وتدبير حياتهم، فتضييعهذا الحق لله تعالى وإهداره ظلم عظيم يتنافى مع العدل الذي أمر الله بهعباده في هذه الآية، كما أن إشراك بعض خلقه في عبادته التي وجبت له هضملحق الله تعالى وظلم لا يتفق مع العدل الواجب القيام به.

يتبع...................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rachid
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 266
نقاط : 50561
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
العمر : 36

تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. Empty
مُساهمةموضوع: تابع   تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 4:08 pm

وبما أن العدل يشمل أمورا كثيرة كلها مرادة لله تعالى ومحبوبة له فلنبين طرفا منها لتعرف ويمتثل أمر الله تعالى فيها:

1- العدل في الأحكام: لقوله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}.

والحكم بالعدل: أن يعطىمن حكم بين اثنين الحق لصاحبه، ويمنع منه الباغي عليه، فالحكم بالعدل فيكل القضايا والأمور أمر محبوب لله تعالى مراد له، ولذلك أمر به وواعد خيراعليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المقسطين عند الله يومالقيامة على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين الذين يعدلونفي حكمهم وأهلهم وما وَلُوا" (رواه مسلم).

2- العدل في القول؛ لأمرالله تعالى به في قوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَاقُرْبَى}، فواجب كل من قال مخبرا أو شاهدا أو آمرا أو ناهيا أن يعدل فيقوله فلا يحيف ولا يجور، ولا يكذب، ولكن يعدل ويصدق، ولو كان المقول فيهأو له أقرب قريب من القائل.

3- العدل في العطيةللأولاد بحيث يسوي بينهم، ولا يفضّل أحدا على آخر لقوله صلى الله عليهوسلم: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم" وقوله: "سَوُّوا بين أولادكم فيالعطية".

4- العدل بين الزوجات.فمن كان له زوجتان فأكثر وجب عليه أن يعدل بينهما في الغذاء، والكسوة،والسكن، والفراش، وإلا تعرض لوعيد شديد ينال أهل الحيف والجور من الناس،فقد روى الترمذي بسند صحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "من كانت له امرأتانيميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة يجرّ أحد شقّيه ساقطا أومائلا".

العدل في الرعية فمناسترعاه الله تعالى أمّة فولاه عليها وجب عليه أن يسوسها بالعدل فيسوي بينأفرادها في الحقوق والواجبات طلبا للعدل وتحقيقا له بين أفرادها، ولا يتملحاكم ذلك مهما كان، ما لم ينفذ أحكام الله برمّتها، فمن أعطاه اللهأعطاه، ومن منعه الله منعه، ومن أكرمه الله بطاعته وتقواه أكرمه، ومنأهانه الله بفجوره أهانه.

كل هذا داخل في الأمر بالعدل وهو مراد لله ومحبوب له، ولذا أمر به، ودعا إليه.

أما الإحسان: وهو الأمرالثاني في الآية فإنه قوام أعمال القلوب والجوارح كلها فلا يتم عملالإنسان ولا يصلح إلا عليه. أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن اللهكتبه في كل شيء ففي حديث مسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذاقتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة وليُحِدَّ أحـدكمشفرته وليرح ذبيحته".

والإحسان ضد الإساءة والفساد، ولذا افتقرت كل الأعمال والأقوال إليه، وأعمال القلوب كأعمال الجوارح في الإحسان.

وهو – أي الإحسان – فيالعبادات أن تؤدى كاملة صحيحة وذلك باستيفاء شروطها وأركانها واستيفاءسننها وآدابها مع الإخلاص لله تعالى فيها.

وهو - أي الإحسان - فيالمعاملات؛ إن كان للوالدين، فهو برهما الذي هو طاعتهما في المعروف وإيصالالخير إليهما، وكف الأذى عنهما، والدعاء والاستغفار لهما في حياتهما وبعدموتهما، وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما.

وهو للأقارب برّهم، وصلتهم، ورحمتهم، والعطف عليهم، وفعل ما يحمد فعله معهم، وترك ما يسيء إليهم، أو يقبح قوله، أو فعله معهم.

وهو - الإحسان - لليتامى: المحافظة على أموالهم، وحماية حقوقهم، وتربيتهم وتأديبهم وترك أذاهم،وعدم قهرهم، والهشّ في وجوههم، والبش عند مخاطبتهم.

وهو - الإحسان – للمساكينسدّ جوعهم، وستر عورتهم، والحث على إطعامهم، وعدم المساس بكرامتهم، فلايحتقرون، ولا يزدرون، ولا ينالون بسوء أو يمسون بمكروه.

وهو لابن السبيل قضاء حاجته، وسدّ خلته، ورعاية ماله، وصيانة كرامته، وإرشاده إن استرشد، وهدايته إن ضل.

وهو - الإحسان – للخادم:إعطاؤه أجره قبل أن يجف عرقه، وعدم إلزامه ما لا يلزمه، وعدم تكليفه ما لايطيق، وصون كرامته، واحترام شخصيته.

وهو - الإحسان - لعمومالناس، التلطف في القول لهم، ومجاملتهم في معاملتهم، ومخاطبتهم مع أمرهمبالمعروف إن تركوه، ونهيهم عن المنكر إن ارتكبوه، وإرشاد ضالهم، وتعليمجاهلهم وإنصافهم من النفس، والاعتراف بحقوقهم، وكف الأذى عنهم، بعدمارتكاب ما يضرهم، أو فعل ما يؤذيهم.

وهو – الإحسان - للحيوانإطعامه إذا جاع، ومداواته إن مرض، وعدم تكليفه ما لا يطيق، وعدم حمله علىما لا يقدر، بالرفق به إن عمل، وإراحته إن تعب.

وهو - أي الإحسان - في الأعمال البدنية الدنيوية بإجادة العمل، وإتقان الصّنعة، وتخليص سائر الأعمال من الغش والفساد.

هذا هو الإحسان المأموربه في الآية الكريمة ، وهو مأمور به في كل شيء، لتوقف صلاح الأعمال عليه،ومما يساعد على تحقيق هذا المبدأ، أو تنفيذ هذا الأمر الإلهي العظيم،مراقبة الله تعالى عند القيام بأي فعل، وذلك لإرشاد النبي صلى الله عليهوسلم إلى ذلك بقوله: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراهفإنه يراك".

وأما إيتاء ذي القربى:فإنه المطلب الثالث في هذه الآية الكريمة، وهو الاعتراف بحقوق ذوي القربىالمالية كالإرث ونحوه، وغير المالية من البر والصلة، فهذا الحق يجب أنيعترف به ويسلم إلى أهله، طاعة لله تعالى في أمره به. إن في إيتاء ذيالقربى حقه، وما يجب له على قريبه من أسباب كمال الأمة وقوتها وسعادتها،ما يوجد في إقامة العدل، وتعميم الإحسان. إن في إيتاء ذي القربى حقه منتماسك الأفراد، وترابط الأسر ما يجعل الأمة قادرة على إقامة العدل وبذلالإحسان، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالجملة فإن هذا المطلب لايقل أهمية عن المطلبين السابقين له وهما العدل والإحسان وبتحقيق هذهالمطالب الثلاثة والتي هي جماع الخير كله يتم للأمة التي تنشد السعادةوالكمال نصف بناء صرح سعادتها وكمالها، ويقى النصف الثاني متعلقا باجتنابالمنهيات الثلاثة؛ الفحشاء، والمنكر، والبغي، فمتى حققت الأمة تلك المطالبواجتنبت هذه المناهي فقد أقامت صرح حضارتها، وعزتها وسعادتها، وكمالها،وتسنمت ذرى الشرف والمجد بين الأمم والشعوب.

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rachid
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 266
نقاط : 50561
تاريخ التسجيل : 22/07/2010
العمر : 36

تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. Empty
مُساهمةموضوع: تتمة   تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان.. I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 4:09 pm

ومماينبغي التنبيه إليه هنا هو أن السلب كالإيجاب في التأثير على كمال الأمةوسعادتها، فإن اجتناب المنهيات الثلاثة وهو سلب محض لا يقل خطورة وتأثيراعن فعل المأرات الثلاثة والتي هي إيجاب حقيقي ، إن المأمورات الثلاثة إذاكانت قد جمعت كل عناصر الخير، فإن المنهيات الثلاثة قد جمعت عناصر كل الشرومن هنا وجب عدم التساهل في أيّ منها فعلا وتركا. أو سلبا وإيجابا، فإذاكان إقامة العدل، وتعميم الإحسان، وترابط الأفراد برباط الحب والولاء،دعائم صرح سعادة الأمة وكمالها فإن إشاعة الفحشاء، وظهور المنكر، وسيادةالبغي، مقوّضات لصرح كمال الأمة، ومدمرات له.

ومن هنا كان النهي عنالمنكر ملازما للأمر بالمعروف، إذ الأمر بالمعروف أمر بالبناء، والنهي عنالمنكر نهي عن التخريب والتدمير، ولذا كان لا غنى لأحدهما عن الآخر، إذ لافائدة في بناء يقام اليوم ويهدم غدا.

وبالتتبع للآيات القرآنيةالتي ذكر فيها الأمر بالمعروف نجد أن النهي عن المنكر مقرونا بها لايفارقها بحال، فآية آل عمران يقول تعالى فيها: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍأُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ}. وآية التوبة يقول تعالى فيها: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَالْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَبِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}. وآية الحج يقول سبحانهفيها: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَوَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِالْمُنْكَرِ} وكل الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية فإنها ما ذكرت الأمربالمعروف إلا مقرونا بالنهي عن المنكر كقوله صلى الله عليه وسلم: "لتأمرنبالمعروف ولتنهَوُنّ عن المنكر"… الحديث… وقوله: "مُر بالمعروف وانْهَ عنالمنكر..." الحديث، وذلك أن المعروف بناء، والمنكر هدم فمن أمر ببناء ولمينه عن هدمه مع وجود مقتضيات الهدم، كان قد جانب الحكمة، وأخطأ الصواب، إنمن أقام صرحا، أو غرس غرسا، وجب عليه حمايته من أيدي العوادي تعدو عليه،وإلا فقد أضاع جهده، وخسر عمله، وبالجملة فإن ترك المنهيات الثلاثة فيالآية الكريمة وهي الفحشاء والمنكر والبغي، ضروري لبقاء العدل، والإحسانودوام التماسك والترابط بين أفراد المجتمع، وإلا فسيزول العدل ويذهبالإحسان، وتتقطع روابط المودة والولاء، وتحلّ الكوارث وينزل البلاء، كماهو مشاهد في حياة الناس اليوم.

والله المستعان، وعليه وحده التكلان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير قوله تعالى : إِنَّ الله يَامُرُ بِالعَدْلِ وَ الاحسان..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  عظمة الله تعالى ..
» فضل ذكر الله
» ما اروع الحياه مع الله..
» بالحب فى الله نرتوى
» لنحطم الرقم القياس في ذكر الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الاحباب  :: المنتدي الإسلامي :: القرآن الكريم-
انتقل الى: